| ]

  • العلم الروحاني
  • الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
  • من محاضرة: الأسئلة
السؤال: هل هناك علم يسمى علم الروحانية؟ وهل هو التعامل مع ملائكة الرحمن، لأن هناك من يدَّعي هذا، نرجو التوضيح؟الجواب: يوجد كذابون ودجالون من السحرة ومن الصوفية ، وهي مختلطة مع بعضها البعض، فالذين وصلوا في التصوف إلى هذه الدرجة، يقولون: نحن أناس روحانيون، ونتعامل مع العالم الروحاني، حتى إن بعضهم لا يأكل اللحم، ويقول: من أجل أن أتروح، فما يأكل إلا النباتات لكي يتروح، ويعيش مع العالم الروحاني، فمن العالم الروحاني هذا؟ فلو قلت له: اكتب لي شيئاً عن العالم الروحاني، فسيكتب لك هذه الأسماء التي لا تستطيع أن تقرأها، ويقول: هذه أسماء الملأ الروحاني. هذا هو الملأ الشيطاني، وهذه هي أرواح الشياطين التي يتعامل معها، وهذا هو ما قاله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح من حديث عياض بن حمار عن الله عز وجل: {وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين؛ فاجتالتهم عن دينهم، فحرمت عليهم ما أحللت لهم }. فهؤلاء يحرمون ما أحل الله من الطيبات، ومن أكل ذات الروح، أسوةً بِعُبِّادِ الهنود الذين لا يأكلون أبداً أي شيء فيه روح، حتى البيض يقولون: هذا نتيجة شيء فيه روح، فلا نأكله، ولا يأكلون إلا النباتات، فهكذا عباد الهنود، وهؤلاء السحرة والدجالون يعملون مثلهم؛ لأنهم على نفس المنهج، فهذا العالم الذي يتحدثون عنه ليس عالم الروحانية، بل هو عالم الشياطين، والشياطين عالم إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُم [الأعراف:27]. ويوم القيامة إذا بعثهم الله وسألهم فإنهم يقولون: رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا [الأنعام:128] وأما الملائكة الحقيقيون فإنهم يقولون كما ذكر الله ذلك عنهم: قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ [سبأ:41] فيدعون أنهم يعبدون الملائكة، وهم في الحقيقة يعبدون الجن، ويعبدون الشياطين من دون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. فلا تصدق أن هناك عالماً بهذا الشكل، فعالم الملائكة الأطهار الأبرار لا يتعامل مع هؤلاء الأرجاس، وعباد الله من الملائكة هم في كل مكان، فيذكر فيهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أنهم يحضرون حلقات الذكر، لهم أعمال؛ فمنهم الكرام الكاتبون، ومنهم السائحون في الأرض، ومنهم ومنهم، فهؤلاء لا يدعون إلى شركٍ عياذاً بالله، ولا يأمرون به، فهم معصومون عن ذلك، وليس هؤلاء من الملائكة، ولا يتعامل تاركوا الدين -هؤلاء الضالون- مع الملائكة، وإنما مع الشياطين

الإسطوانات الدعوية