مواقع الانترنت الإباحية خطر يهدد الشباب
يتعرض شبابنا بين الوقت والأخر لعدد من التحديات، في مقدمة هذه التحديات، الخطر الذي تحاول بعض الدوائر تحقيقه من أجل القضاء على هذا الشباب ومن ثم القضاء على حلم وطموحات الأمة العربية والإسلامية كاملة ممثلة في هذا الشباب الذي يصنع الحلم وتضع الأمة على كاهله المستقبل.ومن أهم ما يتعرض له هذا الشباب محاولة القضاء علية من خلال بعض مواقع الإنترنت الإباحية والتي انتشرت الآونة الأخيرة، ذلك الغزو التي تحاول به تلك الدوائر القضاء علي صناعة الأمة العربية والإسلامية في مستقبلها عن طريق هذا الشباب، مع تأكيدات الكثير أن استهداف هذا الشباب ليس عملا بفكرة المؤامرة التي يروج لها البعض.
القضاء على الشباب
في البداية يقول صلاح سويد، طالب في السنة النهائية بكلية الطب، إن المواقع الإباحية ليس لها هدف غير القضاء على الشباب، وربما تتلاقي بعض الأهداف مع هذا الهدف غير أنه يبقي هدف البعض الذي سعي لتحقيقه، ومن يتتبع هذه المواقع يتأكد له أن الهدف من هذه المواقع هو الشباب .
ولفت إلي أن كثيرين ممن يتاجرون في صناعة الجنس ربما يكون هدفهم تجاري، وهذا يؤكد أن استهداف هذا الشباب حقيقة وأنها ليست فكرة خيالية أو تأمريه كما يحاول البعض تصويرها.
وحول تأثير هذه المواقع قال صلاح إن تأثيرها لا يقارن - للأسف الشديد - في ظل عدم وجود رقابة في العديد من الدول العربية والتي تسهم في حالات إجرامية عديدة، وفي ذلك يحكي كثير من الشباب " الذي وقع تحت أسر هذه المواقع " علاقاته غير الشرعية وكيف تعلمها عن طريق هذه المواقع المشبوه.
ويضيف أن هذه المواقع لا تعتمد علي اللقطات المصورة بقدر اعتمادها علي تفاصيل دقيقة للوصول إلي هذا النوع من المعصية، فهي تمثل طريق للهلاك، وهذا ربما يؤكد أن الفكرة من وراءها متمثل في القضاء علي الشباب.
وأنهي كلامه بأن حديث البعض بأن هذه المواقع ليست تجارية علي طول الخط، وأستشهد في ذلك بأن أغلب هذه المواقع مجانية ومتاحة للجميع، كما يوفر بعضها بعض الاتصالات مجانية وتوفير علاقات مشبوهة.
رقابة مفتقده
ويقول سامي محمد، والدة لأربعة أبناء أكبرهم أنهي دراسته العام الماضي وأصغر هؤلاء الأطفال في نهاية التعليم الابتدائي، إن معاناة الآباء من خطر الإنترنت ومواقعه الإباحية شديد، مضيفا أن هذه المواقع اخترقت البيوت فسببت صداعا شديدا وتركت عللا يصعب مداوتها.
ويوضح بقولة من عشر سنوات كان نادرا وجود جهاز كمبيوتر في بتوتاتنا، غير أن هذا الاختراق التكنولوجي كان من أضراره عولمة الإباحية التي يعيشها الغرب، ولذلك سعي هذا الغرب لتهديد هذه الحصون المغلقة بفض رقابة الأبوين عن طريق التليفزيون تارة وعن طريق الإنترنت تارة أخري.
كما طالب سامي برقابة أكثر تكون من خلال الدولة حيث تفرض حظرا علي كل المواقع الإباحية التي تضر الشباب، لأن رقابة الدولة أكثر وأعم من رقابة الأسر في البيوتات، حيث يلجأ بعض الشباب للدخول علي هذه المواقع من خلال مقاهي الإنترنت بعيدا عن أعين الرقابة الأبوية.
ويضيف سامي أن دور الدولة لا يقتصر فقط علي الرقابة من خلال حظر هذه المواقع فقط وإنما في ترصد كل ما يدعو إلي إباحية مرفوضة، كأن يقوم البعض بتركيب صور داعرة من خلال بعض المواقع والمدونات مما يكون له أثرة علي الشباب.
حماية مفتقده
ويقول الدكتور محمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي، إن خطر مواقع الإنترنت الإباحية لا يقتصر علي الشباب فقط فأثرة علي الشباب والشيوخ، كما أن له أثر آخر علي الفتيات أيضا، فأثرة علي الأمة كلها.
ويرجع هذه الظاهرة إلي عدد من التحديات أولها الخلل الذي أصاب الأمة عندما بعدت عن دينها وتركت ثوابت الدين وتخلت عن فكرة الحماية التي لابد أن ترفعها شعارا لحماية هذا الشباب من أي آفات تعترضه.
وقال الدكتور عبد الله إن الخطر ليس في مواقع الإنترنت الإباحية فقط وإنما في عدد من الهواتف النقالة والتي يقوم الشباب بنقل بعض المشاهد الجنسية عبرها.
وأضاف أن فكرة علاج الخلل النفسي لدي هؤلاء الشباب لابد أن تسير مع فكرة الرقابة التي لابد أن تكون بها الدولة والأسرة في آن واحد، موضحا أن لجوء بعض الشباب إلي مثل هذه المواقع يرجع إلي افتقاد هذا الشباب لذاته وربما لافتقاده العاطفة من جانب أبوية.
وختم حديثة أن الهواتف النقالة باتت الوسيلة الإضافية الأكثر تأثيرا علي الشباب نظرا لأنها تتمتع بخصوصية إضافية مقارنة بالكومبيوتر.
الثقافة الدينية العلاج الناجع
ويقول الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق، إن حماية الشباب من خطر هذه المواقع لابد أن يكون أمن قومي لكل قطر عربي ومسلم، مقدما الحماية النفسية للشباب، علاوة علي توضيح ضرر تصفح مثل هذه المواقع، ولفت إلي أن تلقين هذا الشباب وتعليمة أن هذه المواقع حرام شرعا، أمر واجب للقضاء علي الظاهرة، كما أن الثقافة الدينية علاج ناجع لها.
وذكر الشيخ عاشور أن الشباب يعانون من أمية في هذا الجانب، مطالبا بضرورة أن يتجه العلماء والأئمة والمشايخ إلي مخاطبة الشباب أولا فيما يهمة من قضايا وما يحتاجه في هذا الشأن، إضافة إلي أن اللغة التي يخاطب بها هذا الشباب لابد أن تكون مناسبة له ومعبرة عنه، حتى يكون التأثير قويا.
وأنهي عاشور كلامه بضرورة الرقابة علي الشباب والتعامل بحكمة مع من يتصفح هذه المواقع بحيث يكون العلاج ناجعا من جانب ولا يكون له تأثير سلبي من جانب آخر علي الشباب.
المصدر : لها اون لاين