| ]

الدستور - ابراهيم الصبح

قال رسول الله محمد «صلى الله عليه وسلم» واستعينوا على قضاء حاجاتكم بالكتمان»، إشارة منه الى التحذير من كثرة الحديث بالامور التي نود اتمامها، حيث يقول عبد الله ابو عنزه ان الحسد موجود، ويؤكد ان كثرة الحديث بالمواضيع حتى مع اقرب الناس لك قد تفسده، وحتى ان علاقات الاخوان مع بعضهم قد تحمل نوعا من الحسد غير المقصود، فهو يشك ان هناك امورا تحدث من حوله تشير الى ان البعض يصيبه بالعين -حسب وصفه- حيث يكون قد وصل الى مرحلة متقدمة من اتمام الامر ونجاحه سواء على الناحية العاطفية او العملية او حتى الدراسية منها، يتفاجأ بالنهاية بأنها تسير بالاتجاه العكسي لما يتوقع، وان دل على شيء فإنه يدل على المرض النفسي الذي يعاني منه البعض، وفراغ للعين وعدم الاقتناع بما وفر لهم.

تجربة خاصة

يؤكد «محمد البقاعي» على ذلك فهو ومن خلال تجربته الخاصة بهذا الامر-حسب قوله- فقد اصيب بالعين ،مما ادى الى حدوث امور سيئة وبشكل متتابع ملفت للشك،مما دفعه للذهاب الى شيخ من شيوخ بلدته ليتعالج بالقرآن الكريم واحاديث تعالج هذا الشكل من اشكال المرض -حسب قوله-، أوضح «البقاعي» شكل اصابته ، فقد اصبحت اموره بالاغلب تفقد شكلها المعتاد الموصوف بالنجاح، واصبح يتعثر بأصغر شيء، وذكر ان اصابته كانت عن طريق شربه لفنجان قهوة وضع به عمل -كما يصفه البعض-.

يقول «حسن ابو الفتوح»: الكثير من الناس تضرروا من هذه الافة -حسب وصفه- ويتمنى لو ان الجميع ينشغل بمصالحه الخاصة، وان يتخلص من مشكلة مراقبة الغير، والتفكير بما لديهم،حيث ان البعض يمكن ان يصيب بالعين دون ان يلتفت لذلك،فكثيرا ما نسمع بالإنسان الذي يصيب نفسه بالعين.

أوضح «ابو الفتوح» انه يعمل بمختبر للتحاليل ، وخلال عمله بإحدى المركبات يأتي احد اصدقائه الى المختبر ويرى انه قد وصل الى مرحلة متقدمة من البحث، وانه يعمل بمعدات لا تتوفر بمختبر آخر، وعند خروجه من مختبره يتفاجأ بسقوط زجاجة الاختبار وتكسرها كليا، بالاضافة الى اصابته بجرح عميق بيده جراء محاولته الامساك بالزجاجة.



وقاية شخصية

يشير «نسيم البرغوثي» لرأيه حلا للمشكلة، فهو لا يتحدث كثيرا عن الامور المهمة على المستوى الشخصي،ويستعين على اتمامها بقلة الحديث، حتى لايصاب بالحسد،اما من ناحية اخرى فهو يشك انه لايوجد انسان لا يصيب بالعين في هذه الايام فهو يصفها بالظاهرة -حسب قوله- حتى انه يحسب حساب من يراه يأكل شيئا، من ان يصيبه بالعين، فيسارع الى اطعامه جزءا منه حتى يتقي شر هؤلاء الناس كما يقول،تأكيدا منه على ان هذه الظاهرة منتشرة فعلا.

رأي الدين والشريعة

يؤكد الدكتور «ابراهيم زيد الكيلاني-وزير الاوقاف الاسبق» بأن الحسد ثابت بالقرآن والسنة،وان الاية الكريمة والتي علمنا اياها رب العالمين لنتقي بها شر الحسد والحاسدين تقول («بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) صدق الله العظيم).

ويوضح الدكتور «الكيلاني» بأن هناك معالم متعددة للحسد ، اولها فراغ عين وقلب الحاسد ، بحيث ينظر الى اهل النعمة والخير نظرة تؤذيهم،وثانيها ان يقوم الحاسد او من يريد ايذاء الشخص المقصود،بأن يكيد له كيدا او يكتب له عملا خطيا او غيره من الاشكال المختلفة التي يستخدمها الدجالين اوالمشعوذين للتوصل الى مقاصدهم بإيذاء اشخاص معينين او ذويهم لأهداف شخصية اوغير ذلك.

اما الامر الثالث انه وحين يعطي رب العالمين عبدا من العباد نعمة معينة ،فإن عليه ان يحصنها، من خلال الزكاة واخفاء ما اعطاه اياه من خلال عدم التبرج والاختيال الذي حذر منه الاسلام لما له من سوء وايذاء للعباد، وتحصننا منه لعدم الوقوع بدائرة الحسد .

اوصى «الكيلاني» الناس التحلي بالصبر ، فالقرآن الكريم وصف الانسان بأشكال متعددة وظروف يكون عليها سواء اكانت نعمة يرزقه بها او يحرم منها ،فيقول الله بكتابه العزيز «وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ»

صدق الله العظيم. واكد ايضا ان على العباد ان يتحصنوا بالمعوذات كما امرنا الرسول «صلى الله عليه وسلم»وان يتعوذوا بالله من الشيطان عند كل امر،ويحافظون على الصلاة ،ويكثروا من الصدقات والزكاة ،لأن الله يبعد بها العيون والحاسدين .
المصدر :  جريدة الدستور

الإسطوانات الدعوية