نواكشوط - نشر فى 30 يناير 2013 - يبدوا أن
الشعوذة مازلت تحتفظ بمكانتها العميقة داخل المجتمع الموريتاني، حيث يقول
المراقبون إن هناك ارتفعا كبيرا في الإقبال على المشعوذين للتداوي من
الأمراض العضوية والنفسية.
ولا تزال فئة عريضة من الموريتانيين يؤمنون ببعض العادات والمعتقدات
كأهمية العقيق لدفع شر العين والحسد والتمائم لعلاج السحر والمس، ولا تخلو
مجالسهم من قارئات الطالع اللاتي يستعملن الودع والرمل لكشف الطالع فيقبل
الناس عليهن لاستطلاع حظهم أو بهدف التسلية والفضول.
وقد استغل المشعوذون تأثر الناس بهذه العادات للترويج للوهم والدجل،
وادعاء علم الغيب ومعرفة المستقبل والقدرة على إيجاد حلول ناجعة لكافة
المشكلات الحياتية والعلاج من الأمراض المستعصية، ونتيجة لذلك ارتفع
الإقبال على جلسات قراءة الحظ وبيوت المشعوذين والسحرة.
وغالبا ما تشكل الأحياء الشعبية والمناطق النائية على أطراف المدن
مكاناً رحباً لممارسة الشعوذة وبيع لوازمها من أعشاب وزيوت وأحجار، حيث
تقبل النساء -خاصة الميسورات- على بيوت المشعوذين الذين يلجؤون لسماسرة
لجلب الزبائن إليهم والترويج لخدماتهم وتأكيد تميزهم عن زملائهم في
المهنة..
وبعد أن كان "الكزانة" و"الحجّاب" -السحرة باللهجة الموريتانية-
يعملون في الخفاء والأوكار المظلمة، انتقوا اليوم إلى واجهة المجتمع وباتوا
ينشرون أرقامهم الهاتفية ليتواصل الناس معهم وليجيبوا عن استفساراتهم
وليتنبأوا بما سيحصل لهم في المستقبل.
وينفق الراغبون في الاطلاع على أنباء الغيب أموالا طائلة من أجل
الحصول على استشارات العرافين والمنجمين الذين يقنعون ضحاياهم بأنهم قادرون
على عمل السحر الأسود وطرد الأرواح الشريرة ورد عين الحساد وجلب الحظ
والرزق الواسع، وإعطاء وصفات للشفاء من الأمراض وتحقيق السعادة والنجاح.
يرجع الباحثون أسباب انتشار السحر والشعوذة إلى الجهل والفقر وغياب
الوازع الديني واستفحال المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، ويحذرون من تزايد
أعداد الدجالين والعرافين الذين يجدون في هذه الظروف أرضية خصبة لاستغلال
حاجة الناس وتكديس الثروات، خاصة أن بعضهم أصبحت له شهرة دولية ويتردد عليه
الناس من أقطار مختلفة.
المصدر : باب