| ]

هاني الظفيري
تسبب نصّاب خليجي يدعي انه ساحر في أن تتحول مشكلة عائلية بسيطة بين مواطن وزوجته الى قضية أحوال شخصية بعد ان تقدمت المواطنة بقضية تطلب فيها الطلاق للضرر من زوجها متهمة اياه باللجوء الى السحر والشعوذة لايذائها، وذلك بحسب الأوراق التي تقدمت بها عبر محاميها الذي روى الحادثة لـ «الأنباء» والذي ذكر انه أبلغ رجال المباحث الجنائية عن النصاب الخليجي لجمع التحريات عنه والقبض عليه، معتقدا انه تسبب في هدم عدد من البيوت بذات الطريقة، حيث يوهم ضحاياه بأنه قادر على جميع أنواع الفك والربط ويحتمل انه يستخدم التنويم المغناطيسي للايقاع بضحاياه وسلبهم أموالهم.
وتعود تفاصيل الحكاية كما يرويها المحامي الذي فضّل عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع الى ان المواطنة (28 عاما) تقدمت اليه لرفع قضية طلاق للضرر ضد زوجها المواطن (32 عاما) ويعمل مهندسا في احدى الشركات النفطية.
وقال المحامي: تزوجت موكلتي وفق ما روت لي في العام 2009 من ابن عمها المهندس وكانت أول سنة زواج أفضل مما يمكن ان تتمناه اي امرأة من زوجها، حيث كان مثال الملتزم بكل واجباته تجاه بيته وأسرته، حيث كانت تقيم معهم بمنزلهم، ومر العام الثاني كسابقه ولكن في بداية العام الحالي بدأ زوجها يتغير عليها وأصبح يحاسبها على كل صغيرة وكبيرة، وفي البداية اعتقدت ان تغيره ناتج لتأخرها في الحمل خاصة مع مرور عامين على زواجها دون ان تبدو عليها اي بوادر للحمل، وكانت قد راجعت معه عددا من العيادات المتخصصة وأبلغها الأطباء بانهما سليمان ولا موانع في الحمل وان الأمر عائد الى تأخر طبيعي جدا وعوامل طبيعية وليسا بحاجة إلى اي علاج من اي نوع.
وأضاف المحامي: «أبلغتني موكلتي انه وخلال فترة تغيره لاحظت ايضا ان احواله المادية بدأت تسوء على عكس السابق رغم انه مهندس يعمل في القطاع النفطي وراتبه يتجاوز الـ 2000 دينار، وأصبح لا يصرف على زوجته غير الموظفة، حيث كان قد اتفق معها على الا تعمل بدعوى انه ليس بحاجة الى راتبها، وبدأت تلاحظ خلال شهر فبراير الماضي تغيرا جذريا في تصرفاته، حيث كان يغضب لأتفه الأسباب وبدأت معاملته لها تسوء، ولاحظت ايضا خلال تلك الفترة أمورا غريبة تحدث في شقتها، كأن تجد ملحا مرشوشا أمام أبواب الغرف او خارج الباب الرئيسي للشقة، وأحيانا أخرى تعثر على أقلام رصاص مكسورة بطريقة مرتبة على نوافذ الشقة، وفي البداية لم تعر الأمر اهتماما كبيرا خاصة بعد ان سألت زوجها عن تلك الأشياء فأبلغها بان الأمر مجرد عبث أطفال، ولكن بدأ الأمر يتكرر بشكل متقارب، فبعدما كانت ترصد مثل تلك الأشياء كل اسبوعين مرة بدأت ترصدها بشكل اسبوعي بل أحيانا بشكل شبه يومي».
وذكر المحامي ان موكلته لجأت الى اسرة زوجها الذين يقيمون معها في نفس المنزل لبحث احوال ابنهم بعد ان ضاقت ذرعا وقال: بعد ان لجأت الى اسرة زوجها وجدت منهم تعاونا كبيرا حيث كانوا هم ايضا قد لاحظوا التغيير الجذري في تصرفات ابنهم الغريبة، وبعدها اجتمع به والده واشقاؤه وضغطوا عليه ليبلغهم عن سر تغيره، وكانت المفاجأة انه ابلغهم بأنه وبعد ان يأس من حمل زوجته رغم انه لم يمض على زواجه سوى عامين وبضعة اشهر لجأ الى معالج خليجي، وان المعالج الخليجي ابلغه بأن زوجته لا تعاني من اي شيء ولكنه وبعد الكشف عليه ابلغه بأنه هو المسحور وانه تعرض لسحر ربط من احدى الفتيات التي كان على علاقة بها، واعترف انه قدم اموالا للمعالج الخليجي – كما يسميه – من اجل فك السحر عنه وانه قدم له اموالا تفوق الـ 12 ألف دينار خلال 3 أشهر منذ ان بدأ العلاج على يديه بمعدل 4 آلاف دينار شهريا وبعد اعترافه امام افراد اسرته دخل في حالة هستيرية وبعدها ادخل المستشفى حيث قضى ليلة كاملة في العناية وخرج بعدها، ومنها بدأت معاملته تسوء اكثر فأكثر لزوجته التي بدأت تلحظ عليه امورا اكثر غرابة من الأول حيث كان يتحدث لاكثر من ساعة على الهاتف وتعتقد انه المشعوذ، واكتشف لاحقا افراد اسرته ان الساحر الخليجي يتردد على البلاد بصفة شبه دورية وان ضحاياه عادة ما يقعون بين يديه بعد ان يوهمهم بانهم واقعون تحت تأثير سحر ما، كما يعتقد انه يلجأ للتنويم المغناطيسي ضد ضحاياه ليسلبهم اموالهم ويستولى عليها منهم.
واشار المحامي الى ان المواطنة لم تترك منزل الزوجية الا بعد ان بدأ زوجها يسيء معاملتها ويقوم بضربها بشكل يومي ويطردها خارج المنزل وانها حاولت قدر المستطاع ان تدخل اطرافا من عائلة زوجها المتعاطفين معها وافراد عائلتها الا ان محاولاتها باءت بالفشل وعليه غادرت منزل الزوجية ولجأت الى طلب الطلاق للضرر بعد ان يئست من اصلاح حال زوجها الواقع كما تعتقد تحت نوع من السحر او التنويم المغناطيسي الذي يجعله في اغلب الاحيان في غير وعيه.
واختتم المحامي حديثه لـ «الأنباء» قائلا: في ظني ان اسرة المهندس زوج موكلتي ابلغت رجال المباحث الجنائية عن الساحر الخليجي وانا بدوري ومن واقع مسؤوليتي ابلغت عنه حيث قدمت لي موكلتي رقم هاتفه واسمه والاماكن التي يتردد عليها، ومن خلال تحرياتي الخاصة اكتشفت ان الخليجي يمارس النصب وان ضحاياه بالعشرات واغلبهم من النساء واتمنى ان يتمكن رجال المباحث من القبض عليه قريبا.
في سياق منفصل تمكن رجال الادارة العامة للمباحث الجنائية من القبض على شخص من فئة البدون في العقد الثاني من عمره في منطقة تيماء وهو يقوم بما يسمى «الرقية الشرعية» مقابل حصوله على الاموال الطائلة والتي تصل باليوم الواحد الى 730 دينارا وفق ما نقلته صحيفة «الآن» الالكترونية في موقعها امس وهذا ما جعلهم يرسلون له مصدرا خاصا من قبلهم للتأكد من ذلك وتم القبض عليه وتمت احالته للتحقيق معه وتم توجيه تهمة النصب والاحتيال له وسجلت قضية في ذلك وجار تحويله لمحكمة الجنح.
المصدر : النبـأ

الإسطوانات الدعوية